تاريخ كرواتيا

0

تاريخ كرواتيا رحلة عبر العصور



تاريخ كرواتيا رحلة عبر العصور

كرواتيا، تلك الدولة الأوروبية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي، تتمتع بتاريخ غني يمتد لآلاف السنين. شهدت هذه البلاد تطورًا حضاريًا وسياسيًا منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث. في هذا المقال، نستعرض أهم المحطات التاريخية التي شكّلت كرواتيا كما نعرفها اليوم.


العصور الإيليرية والرومانية

قبل وصول الإمبراطورية الرومانية، كانت كرواتيا موطنًا لقبائل الإيليريين التي استوطنت المنطقة. في القرن الأول قبل الميلاد، ضمّت الإمبراطورية الرومانية الأراضي الكرواتية، وبُنيت مدن رومانية شهيرة مثل سبليت (Split) وبولا (Pula)، حيث تم إنشاء مبانٍ عظيمة مثل قصر دقلديانوس في سبليت والمدرج الروماني في بولا.


سقوط الإمبراطورية الرومانية

مع انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي، أصبحت الأراضي الكرواتية عرضة للغزوات من القبائل الجرمانية والسلافية، مما مهد الطريق لتشكيل الهوية السلافية في المنطقة.


وصول السلافيين

في القرن السابع الميلادي، استقر السلافيون في المنطقة، وأسّسوا أولى المجتمعات الكرواتية. بحلول القرن التاسع، أصبحت كرواتيا مملكة مستقلة تحت حكم الملك توميسلاف الأول، الذي يُعتبر أول ملك كرواتي في التاريخ.


الاتحاد مع المجر

في القرن الحادي عشر، وبعد وفاة الملك الكرواتي بيتار كريشيمير الرابع دون وريث، دخلت كرواتيا في اتحاد مع مملكة المجر. استمر هذا الاتحاد لعدة قرون، مما أثّر على الثقافة والسياسة الكرواتية.



السيطرة العثمانية

في القرن السادس عشر، كانت كرواتيا تحت تهديد دائم من الإمبراطورية العثمانية. على الرغم من تمكن العثمانيين من السيطرة على أجزاء من الأراضي الكرواتية، إلا أن باقي المناطق ظلت تحت حكم مملكة هابسبورغ.


الحقبة النمساوية-المجرية

في القرن التاسع عشر، أصبحت كرواتيا جزءًا من الإمبراطورية النمساوية-المجرية، مما أدى إلى نمو المدن الكرواتية وتطور البنية التحتية. خلال هذه الفترة، ظهرت الحركات القومية التي طالبت بالاستقلال.


كرواتيا في مملكة يوغوسلافيا

بعد الحرب العالمية الأولى، انضمت كرواتيا إلى مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، التي أصبحت لاحقًا تُعرف باسم مملكة يوغوسلافيا. خلال هذه الفترة، شهدت البلاد توترات سياسية واقتصادية.


الحرب العالمية الثانية

أثناء الحرب العالمية الثانية، أصبحت كرواتيا جزءًا من دولة تابعة للنازيين تحت حكم حركة أوستاشا. شهدت هذه الفترة اضطرابات كبيرة وأعمال عنف واسعة النطاق.


جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية

بعد الحرب، أصبحت كرواتيا جزءًا من جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية تحت حكم جوزيف بروز تيتو. رغم الاستقرار النسبي، ظلت التوترات القومية قائمة بين مكونات يوغوسلافيا.


استقلال كرواتيا

في عام 1991، أعلنت كرواتيا استقلالها عن يوغوسلافيا، مما أدى إلى اندلاع حرب الاستقلال التي استمرت حتى عام 1995. انتهت الحرب بتوقيع اتفاقية دايتون، وأصبحت كرواتيا دولة مستقلة ذات سيادة.


كرواتيا الحديثة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عملت كرواتيا على تعزيز ديمقراطيتها واقتصادها. في عام 2013، انضمت البلاد رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي، مما جعلها واحدة من الوجهات السياحية والاستثمارية الرائدة في أوروبا.



قصر دقلديانوس في سبليت

يُعد واحدًا من أفضل الأمثلة على العمارة الرومانية، وهو اليوم جزء من التراث العالمي لليونسكو.


المدرج الروماني في بولا

أحد أكبر المدرجات الرومانية الباقية، وهو شاهد على تاريخ كرواتيا خلال الحقبة الرومانية.


مدينة دوبروفنيك

تُعرف باسم "لؤلؤة البحر الأدرياتيكي"، وتتميز بأسوارها التاريخية ومبانيها التي تعود للعصور الوسطى.


لماذا يُعتبر تاريخ كرواتيا مميزًا؟

تاريخ كرواتيا هو قصة من التحديات والانتصارات. من إمبراطوريات قديمة إلى حروب حديثة، نجحت كرواتيا في الحفاظ على هويتها الثقافية والسياسية. اليوم، تستمر في التطور كدولة حديثة تجمع بين التراث الغني والمستقبل الواعد.


ختامًا، كرواتيا ليست مجرد وجهة سياحية بل هي بلد يحمل في طياته تاريخًا طويلًا ومثيرًا يستحق الاستكشاف. 

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !